"أنا مش مخلياه محتاج حاجة.. بيسرق ليه وبيمد إيده على حاجات هو
عنده أحسن منها".. كلمات تشكو بها بعض الأمهات من سرقة أطفالهم لبعض
الاشياء التى ليست من حقهم وملك للغير.
من جانبها تقول الدكتورة فاطمة على، أستاذ الصحة النفسية بجامعة
حلوان، إن السرقة لدى الطفل قد تكون مرضية، بمعنى أنها تتعلق باضطرابات فى
السلوك، ويقوم بها الطفل دون أن يشعر، فيسرق نتيجة مرض بداخله يدفعه لهذا
السلوك، وفى هذه الحالة لا بد من تدخل من جانب طبيب واستشارى سلوك.
وتوضح الدكتورة فاطمة على أن هناك عوامل تتعلق بالبيئة المحيطة
بالطفل تدفعه للسرقة مثل الحرمان الذي يعيشه، فكلمة "لا" على كل شىء وعدم
إشباع احتياجات الطفل يمكن أن تدفعه إلى السرقة، كما أن الأنانية سبب
للسرقة لدى بعض الأطفال، لأن بداخله شعور يدفعه لأن يمتلك ما فى يد غيره.
وتكشف الدكتورة فاطمة أن هناك بعض الحالات وردت لها يقوم الطفل
بالسرقة فى المدرسة بسبب الغيرة، وكان هدف الطفل من السرقة، أنه يريد جذب
انتباه أمه التى تهتم بأخيه أكثر منه، فمن خلال أخذ أشياء الزملاء إدارة
المدرسة باستدعاء الأم، ووقتها يشعر الطفل أنه محل اهتمام ونظر من والدته،
ومشكلة السرقة لدى الطفل هى أنها تتأصل فى شخصيته وتصبح إدمانا فى دمه فلا
يتخلص منها فيكبر وهى تلازمه.
وتوضح أستاذ الصحة النفسية جامعة حلوان، أن الطفل من سن ٣ إلى ٦
سنوات لا يدرك معنى الخصوصية والملكية وبالتالى لا يمكن الحكم عليه بأنه
يسرق، فالأسف بعض الأمهات فى هذه السن تضرب ابنها وتقول له أنت حرامى، وهذا
له نتائج عكسية وسلبية لأنها تزيد من قيامه بالفعل،وهو غير مدرك له، ولكن
هناك مؤشرات لا بد أن تنتبه لها الأم مثل الأنانية والغيرة وغيرها من
السلوكيات السلبية.
وتنصح الدكتور فاطمة بأن يتم عمل برنامج للتدرب السلوكى للطفل
الذى يسرق، يعتمد فيه على بعض الأمور، مثل المكافأة هى حال عدم قيامه
بالسرقة والعقاب بطريقة علمية مثل حرمانه من شىء بيحبه، فالثواب والعقاب
يفيدان فى تعديل السلوك.
كما يتم عمل برنامج للطفل لتدريبه على أن يقاوم الإحساس الذى
بداخله للسرقة ويتحدى نفسه، فلا يمد يده على أشياء الآخرين، ولا بد من عمل
توزان بين أمرين هما الإشباع والحرمان، فلا إشباع كامل ولا حرمان متواصل،
كما يمكن الاستفادة من القصص والحكايات المصورة فى تعديل السلوك وخلق عبرة
وتقديم نصيحة بصورة غير مباشرة.